بجذور متأصلة في المقاومة: أراضي من أجل العدالة المناخية
الصورة: لوحة جدارية من إنتاج المجموعة الجريئة Fearless Collective خلال منتدى نييليني الثالث في كاندي، سريلانكا. خرجت هذه اللوحة الجدارية نتيجة المنهجية التي قامت المجموعة بتطويرها وممارستها: بدءاً من فراغ الطبق الفارغ، حيث تناقش المشاركون بشأن مسائل تتعلق بالأمن الغذائي والسيادة والعدالة الغذائيتين، وتناولوا الشعور الذي يسود في حالة انتزاع الحقوق. ثم قاموا بإحياء هذه الأفكار على الجدارية: فلاح في معركة ضد قصب السكر وصيادة سمك تحارب طواحين الهواء – صور تبرز شريحة من المجتمع تُعتبر في أغلب الأحيان أمراً مفروغاً منه: الفلاحون الذين ينتجون/ / الفلاحات اللاتي ينتجن الغذاء الذي نأكله. الفنانون/ الفنانات أطراف سياسية فاعلة، ولم يكن الفن ناتجاً ثانوياً في المنتدى، بل أداة سياسية هامة وقوية لنقل حركات النضال والرسائل على مستوى العالم.
استضافت مدينة كاندي في سريلانكا منتدى نييليني العالمي الثالث خلال الفترة من 6 إلى 13 أيلول/ سبتمبر 2025. صغار منتجي/ منتجات الأغذية والمستهلكون/ المستهلكات والسكان الأصليون والنقابات العمالية والمدافعون/ المدافعات عن حقوق الإنسان والمؤازرون/ المؤازرات للعدالة المناخية والصحية والمجتمعات الفقيرة في الحضر ومجموعات النساء والفئات المتنوعة من حيث النوع الجنساني والممارسون/ الممارسات للاقتصاد الاجتماعي والتضامني والعلماء/ العالمات والفنانون/ الفنانات والممثلون الآخرون/ الممثلات الأخريات من الحركات الشعبية ومنظمات المجتمع المدني المجتمعون/ المجتمعات في المعهد الوطني للتنمية التعاونية. وضعوا معاً أجندة العمل السياسي المشترك للتحول المنهجي نحو العدالة الاقتصادية والاجتماعية والجنسانية والعرقية والبيئية.
وعلى مدار السنين، ساعدت عملية نييليني على بناء حركة جماعية، حيث قدمت المساحة التي تتقاسم فيها الحركات الشعبية نشاطها النضالي وتحلل التوجهات وتعمل معاً من أجل التوصل إلى حلول مشتركة. واستناداً إلى موروثات الدورتين الأولى والثانية من منتدى نييليني اللتين انعقدتا في مالي، توسع نطاق المنتدى الثالث واتحد مع الحركات المعنية بالعدالة المناخية وصحة الشعوب واقتصاد التضامن الاجتماعي.
وتعبيراً عن التنوع، جمع المنتدى بين المشاركين القادمين من جميع المناطق حول العالم ومجموعة من 72 مترجماً فورياً متطوعاً/ مترجمة فورية متطوعة منظمين بمعرفة مجموعة COATI ويعملون على نحو دؤوب لتحقيق العدالة اللغوية والترجمة الفورية إلى 18 لغة رسمية.
ولقد أكد المنتدى مجدداً في جوهره أن السيادة الغذائية لا تنفصل عن التضامن العالمي. من فلسطين إلى الكنغو، ومن هايتي إلى السودان وما وراءه، عبر المشاركون/ المشاركات عن التزامهم بمقاومة القمع بجميع أشكاله، وبناء عالم متأصل في الكرامة والعدالة والرعاية. وتم اعتبار الوقوف مع فلسطين – ومع جميع الشعوب التي تتعرض للاحتلال والحرب والسلب – مسؤولية مشتركة وانعكاساً للرؤية الجماعية للحركة فيما يتعلق بالعدالة.
وتوّج المنتدى بتوجيه التحية لإعلان كاندي واستشراف أجندة ثرية للعمل السياسي المشترك، لتصبح بمثابة بوصلة سياسية لتوجيه أعمال ورؤية الحركات حول العالم التي تسعى إلى تحقيق السيادة والعدالة الغذائيتين.
هذا الإصدار من النشرة الدورية نييليني إنما يقدم بعضاً من ملامح المنتدى وينقل رؤى متعددة للمشاركين/ المشاركات. حيث ينص إعلان كاندي على ما يلي: « عبر جميع التنوعات التي نمثلها – بغية تعزيز نضالنا – نرفع أصواتنا معاً ونعلن: التحول المنهجي – الآن وإلى الأبد! »
السيادة الغذائية، التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، المعهد عبر الوطني (TNI)